احكام فقهية: ماذا تعرف عن بنوك الحليب وما حكم الاسلام فيه

احكام فقهية: ماذا تعرف عن بنوك الحليب وما حكم الاسلام فيه
حجم الخط

القدس _ وكالة خبر

   بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

 بنك الحليب

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام:
لازلنا في عرض قرارات مجمع الفقه الإسلامي ذلك لأن هناك مستجدات في حياتنا وتحتاج هذه المستجدات إلى أحكام شرعية والفقهاء حينما يجتمعون، والإنسان قوي بأخيه وقد قال عليه الصلاة والسلام:

(( لا تجتمع أمتي على ضلالة ))

هناك شيء يسمى بنوك الحليب، إن بنوك الحليب كما ورد في المادة الأولى من هذا القرار تجربة قامت بها الأمم الغربية ثم ظهرت مع التجربة بعض السلبيات الفنية والعلمية فانكمشت وقل الاهتمام بها يعني حليب الأم الفائض يوضع في بنوك ويستخدم للأطفال الخدج الذين يولدون قبل وقتهم المقرر هؤلاء بحاجة ماسة إلى حليب الأم لذلك أنشأت في هذه الدول الأجنبية بنوك لحليب الأم، القرار رقم اثنين، الإسلام يعتبر الرضاع لحمةً كلحمة النسب يحرم به ما يحرم من النسب، كلكم يعلم أن الأخت من الرضاعة وأن الأم من الرضاعة وأن كل قريب من الرضاعة يحرم ما يحرم النسبي في القرابة، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على النسب وبنوك الحليب مؤدية إلى الاختلاط والريبة، وإن العلاقات الاجتماعية في العالم الإسلامي توفر للمولود الخداج أو ناقص الوزن أو المحتاج إلى اللبن البشري في الحالات الخاصة ما يحتاج إليه من الاسترضاع الطبيعي الأمر الذي يغني عن بنوك الحليب لذلك قرر مجمع الفقه الإسلامي منع إنشاء بنوك حليب الأمهات في العالم الإسلامي لأنه يؤدي إلى اختلاط الأنساب ولأن حليب الرضيع لحمةٌ كلحمة النسب ولأنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب لذلك هذه بدعةٌ وهذا سلوكٌ لا يوافق الشرع إطلاقاً، ربما تزوج الأخ أخته من الرضاعة وهو لا يدري، هذا قرار أيضاً متعلق ببنوك الحليب.
أخوانا الكرام:
قد تعجبون حينما تعلمون أنه لا شيء يعدل حليب الأم في أحدث دراسة جرت في العالم الغربي عن أثر الإرضاع الطبيعي وعن الموازنة بينه وبين الإرضاع الصناعي ـ إرضاع القوارير ـ وجد أن الإرضاع الصناعي يسبب في المستقبل آفات قلبية، ووعائيةً ويؤدي إلى نقص الذكاء في الإنسان، أجريت اختبارات ذكاءٍ على مستوى أكثر الأمم والشعوب فكانت الدولة الأولى في الذكاء جزر الباسفيك ذلك لأن هذه الجزر لا تعرف إطلاقاً إرضاع القوارير.
الآن أحدث دراسة علمية تبين أنه هناك علاقةً بين الذكاء وبين الإرضاع الطبيعي شيء آخر حليب البقر مثلاً هذا مهيأ للإنسان الراشد، أما الطفل الصغير حينما تعطيه حليب البقر فيه من الدسم والبروتينات، والحموض الأمينية ما لا تستطيع أجهزة الصغير أن تهضمها، إذاً تبقى في دمائه وهذه تسبب آفات وعائيةً وقلبيةً في المستقبل، وهي تؤدي إلى نقص في ذكائه، لذلك في أكثر مصانع حليب الأطفال ألزمت هذه المصانع أن تكتب على عبواتها لاشيء يعادل حليب الأم، بل إن الأم التي تمتنع عن إرضاع أولادها حفاظاً على قوامها وعلى شبابها كثيراً ما يصاب ثديها بالسرطان، يعني أحد أسباب إصابة الثدي بالورم الخبيث الامتناع عن إرضاع الصغير.
ذكرت لكم قبل درسين أن أخاً كريماً يعيش شطراً من وقته في كندا في مونتريال سمع من الصحف وأجهزة الإعلان أن هناك مليوني امرأة أجرت عمليةً في ثديها لتعود شابةً كما تتوهم عن طريق وضع لدائن بلاستيكية مرنة تحت ثديها لتبدو شابةً، هؤلاء النسوة جميعاً مهددات بالإصابة بالورم الخبيث، والآن هناك إعلانات في الإذاعة تدعو هؤلاء النساء إلى أخذ تعويضاتهم من الحكومة.
يعني الإنسان حينما يغير خلق الله يدفع الثمن باهظاً، من الثابت أن حليب الأم يهضم في ساعة وزيادة، بينما حليب القوارير يحتاج إلى هضم في ساعات ثلاث أو أكثر من الثابت أن حليب الأم فيه كل مناعة الأم بينما حليب القوارير ليس فيه مناعةٌ إطلاقاً، من الثابت أن حليب الأم فيه مادة تمنع التصاق الجراثيم بالأمعاء، حليب الأم يأتي جاهز للطفل الصغير ساخناً شتاءً وبارداً صيفاً، أما الحقيقة المذهلة التي لم تكن معلومةً هي أن حليب الأم يتبدل تركيبة في أثناء الرضعة الواحدة، نسبة الماء تبدأ ستين بالمئة وتنتهي إلى أربعين بالمئة، يتبدل قوام حليب الأم في أثناء الرضعة الواحدة، بل إن حليب الأم يتبدل مع نمو الطفل بشكل مذهل، هذه بعض ما علق في ذهني من مقالات قرأتها عن حليب الأم.
يعني هضمه، وتعقيمه فهو معقم دائماً، هضمه سريع، تعقيمه مثالي، جاهز مباشرةً، فيه مناعة الأم، لذلك أكثر الأطفال الصغار الذين يرضعون عن طريق القوارير يصابون بالالتهابات في أمعائهم التهابات مزمنة، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يلهمكم جميعاً تحرصوا، وأقول للمتزوجين أن يحرصوا على تهيئة الجو المناسب لإرضاع أطفالهم من ثدي أمهاتهم، يعني أحياناً بعض الأزواج لأسباب معينة يعصبون على زوجاتهم، وزوجته في طور الإرضاع والناس يعلمون هذه الحقيقة أن كثيراً ما يغور حليب الأم على أثر الشدة النفسية، فالزوج الذي يقسو على زوجته وهي في طور الإرضاع قد يفقدها الحليب وقد يخسر خسارةً لا تعوض، يعني الشيء الثابت أنه يوجد طفل بنيته قوية ومقاومته للأمراض عالية جداً قلبه وأوعيته في أعلى درجة، وطفل آخر مصاب بضعف ووهن من سن مبكرة الآن بدأ العلماء يرجعون هذا إلى الإرضاع الطبيعي أو الإرضاع الصناعي.
إذاً ما البديل هنا السؤال ؟ في القرآن البديل أن تأتي بمرضع لا أن ترضعه حليب القوارير، القرآن الكريم كلام رب العالمين، لو أن هناك بديل غير الإرضاع الطبيعي، لو أن أماً توفيت في أثناء الولادة وبقي وليدها حياً ماذا نفعل ؟ اليوم نفعل نرضعه إرضاعاً صناعياً أما القرآن الكريم قال:

﴿فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6)﴾

[ سورة الطلاق ]

القرآن أشار إلى الإرضاع الطبيعي ولو أن الأم توفيت أو طلقت أو لسبب أو لآخر امتنعت عن إرضاع ابنها، هذا فيما يتعلق بحليب القوارير.
أنا سوف أقول لكم هذه الحقيقة العلم يتطور ويتطور، ويتقدم كمال العلم أن يقترب من الطبيعة من الدين، أضع بين أيديكم بعض الحقائق، يعني لخمسين سنة سابقة راجت في الزراعة الأسمدة الكيميائية اكتشف أخيراً أن هذه الأسمدة تزيد في ملوحة التربة وأن لهذه الأسمدة آثاراً وبائية خطيرة في التربة وفي البيئة، وأن هذه الأسمدة تغير من شكل النبات الفيزيائي فقط، تعطيه حجماً كبيراً ولوناً زاهياً بينما على حساب خصائصه الكيميائية وعلى حساب طعمه، وعلى حساب نكهته، وعلى حساب رائحته، لذلك الآن هناك عودة إلى السماد الطبيعي في شتى بقاع الأرض، الآن أحدث سماد هو السماد الطبيعي المجفف المعقم المدعم، إذاً بعد تطور العلم وتقدمه، واكتشاف الأخطار عادوا إلى السماد الطبيعي.
المبيدات الذي يستخدمونها لمكافحة الأوبئة النباتية وجدوا أنها تصيب البيئة بالخلل هذا الخلل سبب أخطاراً كبيرة، من سنتين في بلدنا الطيب عاد المسئولون في الزراعة إلى توجيه الفلاحين لاستخدام المكافحة الحيوية، يعني نكافح المن بحشرة خاصة، نكافح الأشياء الحيوية بعناصر حيوية أخرى، عدنا إلى تصميم الله عز وجل حفاظاً على نوع النبات وعلى سلامة البيئة وكلما تقدم العلم اقترب من التصميم الإلهي الذي سنه الله عز وجل في شتى حالات الإنسان.
أيها الأخوة:
الإنسان العاقل الآن في شيء بالحياة غير طبيعي، بعض أخوتنا الكرام ممن يعمل في الطب يعني يدهش إلى ارتفاع نسب الأورام الخبيثة إلى عشرين ضعف تقريباً والسبب أن هناك خطأ في البيئة خطأ في العصر، خطأ في أغذيتنا، خطأ في أنماط حياتنا خطأ في أسلوبنا في المعيشة، الآن الناس كلهم ينامون الساعة الواحدة، الثانية مع أن ساعات ينامها الإنسان في أول الليل ساعة في أول الليل لا تعدلها ثلاث ساعات في آخر الليل الكهرباء جعلتنا نسهر، أكثر أغذيتنا معلبة أو فيها أصبغة كيميائية، أو زيوت مهدرجة هذه السمون التي يشتريها الناس زيوت رخيصة جداً جداً، مهدرجة ذات قوام كأنها سمن مع أن هذه السمون فيما أعلم ممنوعة في بلد التصدير في بلد المنشأ، ممنوعة لأنها مسرطنة ولأنها تسبب ضيقاً في الشرايين، واحتشاءً في القلب، ينبغي أن نفكر فيما نأكل، ينبغي أن نعود إلى الوضع الطبيعي الذي صممه الله عز وجل.
طبعاً هذا الموضوع طويل ولكن يجب أن نفكر، هناك أمراض وبيلة سببها العصر، طبيعة العصر، أصبغة تتراكم في أجسامنا هرمونات ننمي بها الفروج كي يبدو بوزن كبير خلال أربعين يوماً هرمونات من أجل النمو السريع هذه تسبب سرطانات، لنفكر كثيراً أن طعامنا يجب أن يكون مدروساً، في عقلية تجارية.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن نرجع إلى التصميم الإلهي، الآن سيدنا الرسول صلى الله عليه سما اللبن والتمر الأطيبين:

((عن ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ لَبَنًا بِتَمْرٍ فَقَالَ ادْنُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُمَا الأَطْيَبَيْنِ ))

[ أحمد ]

((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ))

[ الترمذي ـ أبي داود ـ ابن ماجة ـ أحمد ـ الدارمي ]

التمر فيه سبعة وأربعين مادة غذائية، مواد مهدئة، مواد قابضة مواد هاضمة مواد مرممة، مواد سكرية، مواد ملينة، مواد يعني شيء عجيب التمر لا يتلوث أبداً، فكل شيء الله صممه يجب أن نحرص عليه، أما الأشياء الصناعية يقول لك: دهن حيواني قطعة حلويات أتتنا من أوربا فيها دهن حيواني، دهن أي شيء هذا ؟ دهن خنزير حتماً جلاتين هذا الذي يرج على الكاتو ما هذا ؟ هذا عظام خنزير، يجب أن نفهم، حياتنا ونحن مسلمون ونحن لنا منهج دقيق يجب أن تعرف ماذا تأكل يوجد أشياء فيها حرمة، في أشياء فيها خطر، دائماً الشركات لا يعنيها إلا الربح، طبعاً في بعض البلاد هناك سلطات علمية قوية جداً لا تسمح ببيع شيء في بلادها إلا بعد موافقة ودراسة تمحيصية، ولكن في بلاد أخرى لن نبلغ بعد هذه المرتبة، لذلك الفرد ينبغي أن يكون حريصاً جداً على سلامته، يعني أحياناً سمعتم قبل أعوام عدة في مجلس الشعب أثيرت قضية أن في البلاد حلويات مهربة فيها مادة تصيب بالعقم من فعل اليهود، هذا موضوع أثير في مجلس الشعب وذكرت لكم في بعض الخطب أن هناك مطعومات ـ المسكة ـ تسبب في الفتيات هياج جنسي، ثلاثة عشر حالة زنا بجامعة في ليلة واحدة تمت عن طريق هذه المسكة هي تهرب إلى مصر وتهرب إلى لبنان، ففي حالات، أعداءنا يتربصون بنا، أعداءنا يتمنون خرابنا عن طريق إفساد فتياتنا، كثير سائحات معهم إيدز ويعرضون أنفسهم على الشباب من أجل أن تتوسع دائرة هذا المرض، أنا أرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون واعين، أن نفكر فيما نأكل، أن نفكر فيما نتكلم، فيما نستخدم هذا الموضوع انطلقنا منه من بنوك الحليب.
يوجد موضوع التأمين، إن عقد التأمين التجاري ذا القسط الثابت الذي تتعامل بها شركات التأمين التجاري عقد فيه غرر كبير مفسد للعقد ولذا هو حرام شرعاً، إن العقد البديل الذي يحترم أصول التعامل الإسلامي هو عقد التأمين التعاوني القائم على أساس التبرع والتعاون، التأمين التعاوني مندوب لا شيء عليه بل هو مندوب، أما التأمين التجاري فهو محرم شرعاً لأنه عقد فيه غرر وليس فيه معاوضة، يعني تجار الأقمشة لو اجتمعوا واتفقوا على أن يضعوا في صندوق مبلغاً ما مقابل مستورداتهم، لو أن أحداً ضاعت بضاعته أو تلفت، أو احترقت أعطوه من هذا الصندوق ثمن بضاعته، هذا تحت قوله تعالى:

﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾

[ سورة المائدة ]

هذا مندوب، هذا تأمين جيد، وإسلامي وصحيح، لو لم يصب أحد بخطر هذا المال لأصحابه، لا يوجد به غرر، القرار رقم ثلاثة دعوة الدول الإسلامية للعمل على إقامة مؤسسات التأمين التعاوني وكذلك مؤسسات تعاونية لإعادة التأمين.
هناك شيء اسمه أجهزة الإنعاش، تعريف الموت مهم جداً في موضوع أجهزة الإنعاش، المجمع قرر في قرار رقم خمسة أنه يعتبر شرعاً أن الشخص قد مات وتترتب جميع الأحكام المقررة شرعاً للوفاة عند ذلك إذا تبينت فيه إحدى العلامتين التاليتين، الإنسان يعد ميتاً في أحد حالتين إذا توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً وحكم الأطباء بأن هذا التوقف لا رجعة فيه، توقف القلب مع التنفس مات، يوجد عندنا حالة موت أخرى ممكن أن يكون القلب صناعي الشرايين مربوطة بقلب صناعي والدم يجري في الجسم والشخص ميت الحالة الثانية إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائياً وحكم الأطباء الاختصاصيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه وأخذ دماغه بالتحلل، مات، السؤال هل نستطيع إذا تأكدنا مئة بالمئة من موت الدماغ أن نوقف جهاز الإنعاش ـ القلب الصناعي ـ ؟ المجمع أقر إيقاف هذا الجهاز ممكن أن يعيش عشر سنوات ولكن ميت لا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ممكن أن نغذيه بالسيروم والدم يمشي والدماغ متوفي، بالمناسبة الاستقامة رائعة إلا في تخطيط الدماغ خط مستقيم يعني ميت، أيام الطبيب ماذا يفعل ؟ يضع ضوء شديد في عين المشكوك في وفاته إذا القزحية صغرت معنى هذا أنه يوجد حياة أحياناً يوجد أساليب كثيرة ولكن أحدث هذه الأساليب تخطيط الدماغ فإذا كان الخط مستقيماً معنى هذا مات الدماغ وإذا مات الدماغ مات الإنسان.
مجمع الفقه الإسلامي أجاز للطبيب إيقاف القلب الصناعي إذا مات الدماغ، لا يوجد حياة إطلاقاً، طبعاً الموت بإحدى حالتين، توقف القلب والتنفس توقفاً تاماً لا رجعة فيه.
أخوانا الكرام:
يوجد قصص كثيرة هي نادرة ولكن يجب أن نضعها بين أيدينا في بعض المحافظات في الشمال الشرقي إنسان توفي وضع في البراد يعني مستخدم نفسه ضعيفة لاحظ أن في أسنانه ذهباً دخل إلى البراد وأغلق خلفه الباب وفتح باب البراد وسحب الميت وجاء بكماشة وبدأ يقلع أسنانه الذهبية فاستيقظ الميت، فوقع هذا المستخدم ميتاً من شدة الخوف سمع من في المستشفى وقع داخل باب البراد، فتحوا الباب فوجدوا رجل مكفن وراء الباب الميت واقف والطيب ميت، يعني موضوع أنه يوجد موت مؤقت، لذلك القرار هنا إذا توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً وحكم الأطباء بأن هذا التوقف لا رجعة فيه.
بعض أخوانا الكرام:
ألف كتاب عن علماء دمشق، والله أنا عاتبته على هذه القصة، بعض العلماء اشتهر بالكرامات جاءته امرأة إلى البيت وماتت عنده فركلها بقدمه وقال لها قومي فقامت وعد هذا من إحياء الموتى، قلت له هذه حالة ليست ميتة، هذه أغمي عليها أنت توهمتها ميتة كثير من الحالات إنسان يغمى عليه وكأنه ميت، أيام الطبيب يشك بالوفاة أو عدم الوفاة يضع مرآة على أنف الميت فإذا ظهر بخار ماء خفيف يكون في تنفس بطيء جداً، لذلك من السنة الإنسان يدفن في اليوم الثاني، إلا في حالات نادرة الحر الشديد قد يتفسخ الجسم، في بلاد الحجاز يدفنون العشاء وبعد العشاء وفي أي وقت يدفنون لأن الجسم لا يحتمل إلى اليوم الثاني، أما في البلاد المعتدلة الأولى إذا كان بعد المغرب أن يبقى إلى اليوم التالي ضماناً في بعض البلاد الغربية كانوا يضعون في القبر حبل وجرس لو أن هذا الميت استيقظ ما الطريقة يسحب هذا الحبل ويقرع الجرس أن أخرجوني.
إذاً توقف القلب والتنفس توقفاً تاماً وحكم الأطباء بأن هذا التوقف لا رجعة فيه والموت الثاني إذا تعطلت جميع وظائف الدماغ تعطلاً نهائياً وحكم الأطباء الاختصاصيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه وأخذ دماغه بالتحلل في هذه الحالة يسوغ رفع أجهزة الإنعاش المركبة على الشخص وإن كان بعض الأعضاء كالقلب مثلاً لا يزال يعمل آلياً بفعل الأجهزة المركبة، القرار هنا الثالث أنه يجوز أن توقف هذا الجهاز.
يوجد عندنا شيء اسمه خطاب الضمان، مسألة دقيقة تحتاج إلى شرح، من أحد قرارات مجمع الفقه الإسلامي أن خطاب الضمان لا يخلو إما أن يكون بغطاء أو بدون غطاء يعني مؤسسة مالية تكفل تاجر أمام معمل في بلد غربي، كفالة هذه المؤسسة المصرفية لتاجر أمام معمل ما حكمها في الإسلام ؟ قال: هذه الكفالة لا تخلو أن تكون بغطاء أو بدون غطاء يعني التاجر وضع ثمن البضاعة أو لم يضعها، إذا وضع ثمن البضاعة في هذه المؤسسة فالكفالة شيء وإن لم يضع ثمن البضاعة الكفالة شيء آخر، التفصيل: إن كان هذا الضمان بدون غطاء فهو ضم ذمة الضامن إلى ذمة غيره فيما يلزم حالاً أو مآلاً وهذه حقيقة ما يعنى بالفقه الإسلامي باسم الضمان الضمان بلا غطاء، الضمان عقد تبرعي، الضمان عقد تبرع فيه صاحبه بقصد الإرفاق والإحسان ولا يجوز أخذ على الضمان من دون عوض أما حينما تضع في هذه المؤسسة ثمن البضاعة انقلبت المؤسسة إلى وكيل، والوكيل له أن يأخذ الأجر، يعني إذا كان هذا الضمان بغطاء صار الضامن وكيل والوكيل له أن يتقاضى الأجر أنت أيام توكل شخص بعمل معين وله عندك أجر، وإذا كان الضمان من دون غطاء هذا كفيل، والكفيل ممنوع أن يأخذ شيئاً.
كل شيء يسمى خطابات ضمان أمام الشركات والمعامل إن كانت بغطاء فهي وكالة، وإن كانت من دون غطاء فهي كفالة، فالوكالة مأجورة، والكفالة غير مأجورة كلاهما يسمى في العرف الحديث خطاب ضمان، نقرأ لكم نصوص القرار:
إن خطاب الضمان بأنواعه لا يخلو إلا أن يكون بغطاء أو بدونه فإن كان بدون غطاء فهو ضم ذمة الضامن إلى ذمة غيره فيما يلزم حالاً أو مآلاً، وهذه هي حقيقة ما يعنى بالفقه الإسلامي باسم الضمان أو الكفالة، وإن كان خطاب الضمان بغطاء فالعلاقة بين طالب خطاب الضمان وبين مصدره هي الوكالة، والوكالة تصح بأجر أو من دون أجر مع بقاء علاقة الكفالة لصالح المستفيد، إن الكفالة هي عقد تبرع يقصد به الإرفاق والإحسان وقد قرر الفقهاء عدم أخذ العوض على الكفالة لأنه في حالة أداء الكفيل مبلغ الضمان يشبه القرض الذي جر نفعاً على المقرض وهذا ممنوع شرعاً.
يعني إذا ضمان من دون غطاء هذا ممنوع أن يكون عليه أجر هذا عقد إرفاق وإحسان، إما إذا في غطاء صار وكيل والوكيل يمكن أن يكون بأجر أو بغير أجر.
حكم التعامل المصرفي بالفوائد، القرار الأول إن كل زيادة أو فائدة على الدين الذي حل أجله وعجز المدين على الوفاء به مقابل تأجيله وكذلك الزيادة على القرض منذ بداية العقد، هاتان الصورتان رباً محرم شرعاً، أية زيادة على القرض ابتداءً أم تبعاً، يجب أن أداءه في الشهر الفلاني إذا عجز المدين عن وفاء هذا القرض يوجب عليه الدائن دفع زيادة هذه فائدة وجبت لاحقاً ولو أن الزيادة في أصل العقد أو طارئة على العقد كلاهما رباً محرم شرعاً.
كان في فتوى أنه الآن البلاد منافذها الجوية من المطارات، يعني الآن السعودية مثلاً لها منفذ واحد للحجاج هو جدة ففي فتوى معاصرة أنه يجز للحاج أن يبدأ إحرامه من جدة لأن هذه المطار المنفذ الوحيد الجوي للمملكة، هذا الموضوع عرض على مجمع الفقه الإسلامي فأفاد مايلي: قال بعد إطلاعه على البحوث المقدمة بخصوص موضوع الإحرام للقادم للحج والعمرة بالطائرة والباخرة قرر أن المواقيت المكانية التي حددتها السنة النبوية يجب الإحرام منها لمريد الحج أو العمرة للمار عليها أو للمحاذي لها أرضاً وجواً وبحراً أنت راكب طائرة الطيار يقول للحجاج: نحن قبيل الميقات المكاني بعشر دقائق هيئوا أنفسكم الحاج يحرم في الطائرة من الميقات الجوي في الأرض رابغ، الخط المستقيم العامودي على رابغ هذا الميقات المكاني الجوي أما أن نعد المطار هو منفذ البلاد الوحيد ونجعل الإحرام من جدة هذا الكلام ما أقره مجمع الفقه الإسلامي.
إذاً الإحرام من المواقيت المكانية التي سنها النبي عليه الصلاة والسلام جواً وأرضاً وبحراً.
في موضوع آخر مرة قلت لكم إنسان سامحه الله وقف على المنبر وقال: أي إنسان يصرف مئة ليرة أربع قطع وقع في الربا، يعني أربع خمسة وعشرينات لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يداً بيد وسواءً بسواء، ولكن فات هذا الأخ الكريم أن قطعة المئة تساوي تماماً أربع قطع خمسة وعشرين، هذا تعنت وهذا بعد عن حقيقة الفقه هنا المشكلة النقدان المعروفان سابقاً الذهب والفضة، هذه العملة الورقية هل تعد نقداً ؟ هل تعد قيمةً أو ثمن للمثمنات ؟ هذا مثمن أما ثمن الكأس خمسة وعشرين ليرة الورقة هذه تسمى ثمن وهذا مثمن فالنقود الذهب والفضة ثمن لكن النقود الورقية هل هي ثمن ؟ إن قلنا ليست ثمناً إذاً لا تجب فيها الزكاة، ولا يقع فيها الربا، مجمع الفقه الإسلامي يقول بعد إطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص أحكام النقود الورقية وتغيير قيمة العملة، بخصوص أحكام العملات الورقية إنها نقود اعتبارية، أساس العملة الورقية هي سند على الدولة، يعني أي إنسان يأتي إلى البنك المركزي يقدم هذه العملة الورقية، يعني العبارات السابقة لحامل هذه الورقة أن يأخذ من البنك المركزي ما يعادل قيمتها ذهباً، هذا الأصل فقرار مجمع الفقه الإسلامي عدها نقوداً اعتبارية فيها صفة الثمنية كاملةً ولها الأحكام الشرعية المقررة للذهب والفضة من حيث أحكام الربا والزكاة والسلم وسائر أحكامها يعني الزكاة تجب فيها الزكاة العملة الورقية والعملة الورقية يقع فيها الربا، ويقع فيها السلم، إذاً موضوع الورق الورق ثمن، والورق نقد اعتباري، أما الذهب قيمته فيه، مثلاً: مرة بمصر صدر قرار مفاجئ قديم بتبديل قطعة المئة جنيه خلال أربع وعشرين ساعة، فكل العملات خارج مصر ليس لها قيمة إذا أنت معك سبيكة ذهب قيمتها فيها، هذا نقد حقيقي، الذهب والفضة نقد حقيقي أما الورق نقد اعتباري، هذا النقد الاعتباري تجب فيه الزكاة ويقع فيها الربا، ويصح فيه السلم كل ما يجري على النقدين الذهب والفضة يجري على الورق ولكن الورق نقد اعتباري مادام مسموح تداوله نقد أما بقرار واحد لو أنه ألغت فئة الخمس مئة ليرة يعني بعض الدول كل فترة تبدل العملات لذلك حتى لا نقع في شبهة المبالغ الورقية هي نقود تجب فيها الزكاة ويقع فيها الربا وتأخذ أحكام النقدين الذهب والفضة وإن كان الذهب والفضة نقداً حقيقياً بينما العملة الورقية نقداً اعتبارياً مضموناً من قبل الدولة.
والحقيقة قد يسأل أحدكم هذا السؤال، ربنا عز وجل حينما قال:

﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾

[ سورة المائدة ]

ديننا كامل بقي أن المجتهدين ينبغي أن يجتهدوا في استنباط أحكام تفصيلية من نصوص كلية توافق حاجة العصر، أما لو دققت في كتاب الله وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام، لوجدت العجب العجاب لوجدت فيها كل ما يحتاجه الإنسان، لأن الله عز وجل وصف هذه الشريعة بأنها كاملة.
في أسئلة وردت إلى مجمع الفقه الإسلامي من مركز إسلامي في واشنطن أجاب هذا المجمع عن بعض هذه الأسئلة:
س ـ ما حكم زواج المسلمة بغير المسلم خاصةً ؟
ج ـ زواج المسلمة بغير المسلم ممنوع شرعاً بالكتاب والسنة والإجماع، وإذا وقع فهو باطل، ولا تترتب عليه الآثار الشرعية المترتبة على النكاح، والأولاد المولودون من هذا الزواج أولاد غير شرعيين، هذا حكم ثابت.
س ـ بعض النساء أو الفتيات تضطرهن ظروف العمل أو الدراسة إلى الإقامة بمفردهن مع نسوة أخر فما حكم هذه الإقامة ؟
ج ـ لا يجوز للمرأة المسلمة أن تقيم وحدها شرعاً في بلاد الغربة.
أنا أعرف أناساً كثيرين يرسلون فتياتهم وحدهن إلى البلاد الغرب ليدرسن، حكم مجمع الفقه الإسلامي لا يجوز للمرأة المسلمة أن تقيم وحدها شرعاً في بلاد الغربة.
س ـ هناك الخمائر والجلاتين توجد فيها عناصر مستخلصة من الخنزير بنسب ضئيلة جداً فهل يجوز استعمال هذه الخمائر والجلاتين؟
ج ـ مجمع الفقه الإسلامي يقول لا يحل للمسلم استعمال الخمائر والجلاتين المأخوذة من الخنازير في الأغذية، وفي الخمائر والجلاتين المتخذة من النباتات أو الحيوانات المزكاة شرعاً غنية عن ذلك.
يعني إذا أمكن أن ننشئ معمل في بلادنا من عظام الغنم ونصنع منه مادة جلاتينية لا يوجد مانع، أما أنا فيما أعلم هذه المعامل تستورد من بلاد الغرب مسحوق هذا الجلاتين ويعلب هنا تعليب أما أصله مستورد من بلاد الغرب، ولأن بلاد الغرب أكثر ذبائحها هي الخنزير، إذاً يغلب على الظن أنها مأخوذة من عظم الخنزير.
س ـ اضطر معظم المسلمين إلى إقامة حفلات الزفاف لبناتهم في مساجدهم ـ شيء جميل جداً، أنا كنت في بلدة في الشمال دعيت إلى عقد قران تم في المسجد وبعض أخوانا العلماء أجروا عقود بناتهم في المسجد، يعني شيء جميل جداً ـ السؤال هنا هل يجوز إقام حفلات الزفاف بالمسجد ؟
ج ـ نعم طبعاً ما لم يكن هناك خروج عن منهج الله، الجواب يندب عقد النكاح في المساجد، مرغوب فيه، ولا تجوز إقامة الحفلات فيها إذا اقترنت بمحظور شرعي كاقتران الرجال بالنساء.
س ـ ما حكم زواج الطالب أو الطالبة المسلمة زواجاً لا ينوي استدامته ـ الأربع سنوات مادمنا هناك سوف نتزوج ـ بل النية منعقدة على إنهائه بمجرد إنهاء الدراسة والعزم على العودة إلى مكان الإقامة أما العقد عادي إيجاب وقبول وشاهدين ومهر، ولا يوجد فيه أي مخالفة شرعية، أما العاقد بنيته أربع سنوات، هذه ليست تناسب بلاده، هذه هنا فقط زوجة لهذه البلدة ؟
ج ـ الأصل في الزواج الاستمرار والتأبيد وإقامة أسرة مستقرة ما لم يطرأ عليه ما ينهيه، يطرأ عليه طارئ أما حينما تعقد أنت الزواج وفي نيتك أن ينتهي عند انتهاء الدراسة هذا خرج عن أصل الزواج الإسلامي.
طبعاً أسئلة نابعة من بيئة أمريكا، حتى لا تستغربوا، هذا مركز إسلامي في أمريكا في واشنطن أرسل إلى مجمع الفقه الإسلامي هذه الأسئلة.
س ـ بعض المسلمات يجدن حرجاً في عدم مصافحتهن للأجانب الذين يرتادون الأماكن الذي يعملن أو يدرسن فيها، فيصافحن الأجانب دفعاً للحرج فما حكم هذه المصافحة ؟
أحد أخوانا ذهب إلى أمريكا في رمضان قال لي أنا جالس ألقي محاضرة جالسة امرأة بوضع غير معقول صدرها مفتوح ووضعها ليس معقول قال: هذه داعية هناك.
بعض المسلمات يجدن حرجاً في عدم مصافحتهن للأجانب الذين يرتادون الأماكن الذي يعملن أو يدرسن فيها، فيصافحن الأجانب دفعاً للحرج فما حكم هذه المصافحة ؟ وكذلك الحال بالنسبة لكثير من المسلمين الذين تتقدم إليهن نساء أجنبيات مصافحات وامتناعهن عن مصافحتهن يوقعهن في شيء من الحرج على حد ما ؟
ج ـ مصافحة الرجل المرأة الأجنبية البالغة ممنوعة شرعاً وكذلك بالعكس هذا جواب مجمع الفقه الإسلامي.
يعني مرة سمعت زارت بعض البلاد الإسلامية وزيرة بريطانية الوزير استقبلها مع كبار موظفينه، يعني أحد موظفينه ملتزم ما صافحها تألمت ألماً بالغاً، طبعاً هو صار عليه ملاحظة أي أنت سودت وجهنا، فأثناء طعام الغذاء الوزيرة سألت أن هذا الذي لم يصافحني أين هو ؟ فجاءوا به مضطرين قالت له: لما لم تصافحني ؟ قال: لأنني مسلم والإسلام حرم مصافحة المرأة الأجنبية وأنت امرأة أجنبية، فقالت له: لو أن المسلمين أمثالك لكنا تحت حكمكم.
أيها الأخوة:
في مشكلة ولكن قلما تحدث أيام أب متفلت جداً يبيع خمر له ابن والله عز وجل نور قلبه وتاب أين يأكل هذا الابن، الأب ماله حرام كله، الأب عنده ملهى، ماذا يفعل أولاده هذا سؤال ؟
س ـ السؤال السابع والعشرون قال: كثير من العائلات المسلمة يعمل رجالها في بيع الخمور، والخنزير وما شابه ذلك وزوجاتهم وأولادهم كارهون لذلك علماً أنهم يعيشون بمال الرجل فهل عليهم من حرج في ذلك ؟
ج ـ للزوجة والأولاد غير القادرين على الكسب الحلال أن يأكلوا بالضرورة من كسب الزوج المحرم شرعاً بعد بذل الجهد في إقناعه بالكسب الحلال والبحث عن عمل هذا الحكم الفقهي إجابة مجمع الفقه الإسلامي.
س ـ ما حكم شراء منزل للسكن وسيارة للاستعمال الشخصي وأثاث للمنزل بوساطة البنوك والمؤسسات التي تفرض ربحاً محدوداً على تلك القروض لقاء رهن تلك الأصول علماً أنه في حالة البيوت والسيارات والأثاث عموماً يعتبر البديل عن البيع هو الإيجار بقسط شهري يزيد في الغالب عن قسط الشراء الذي تستوفيه البنوك ؟
لي صديق أخبرني أنه البيوت في بريطانيا نزلت إلى النصف، ما السبب ؟ السبب أن أكثر العمال في المعامل اشتروا بيوتاً بقرض ربوي من المصرف، هذا البيت مسجل في أصله لصالح المصرف لما صار في كساد اقتصادي سرح معظم العمال فلما سرح العامل لم يستطع أن يتابع أداء الأقساط فصار البنك يبيع البيت بنصف قيمته من أجل قسط أو قسطين فقط، هذا الذي أدى إلى هبوط أسعار البيوت بشكل مفاجئ.
س ـ هذا السؤال دقيق، ما حكم شراء منزل للسكنة وسيارة للاستعمال الشخصي، وأثاث للمنزل بوساطة البنوك والمؤسسات التي تفرض ربحاً محدوداً على تلك القروض لقاء رهن تلك الأصول علماً أنه في حالة البيوت والسيارات والأثاث عموماً يعتبر البديل عن البيع هو الإيجار بقسط شهري يزيد في الغالب عن قسط الشراء الذي تستوفيه البنوك ؟
ج ـ لا يجوز شرعاً، هذه كلها أسئلة كثيراً ما تأتي من بلاد الغرب وهذه أجوبة مجمع الفقه الإسلامي عنها.
التقوى أقوى، والطاعة أسلم، والعاقبة للمتقين، لو ما في إغراءات مع المعصية الطاعة ليس لها قيمة، لو كانت الطاعات كلها واضحة لمصلحتنا، والمعاصي كلها مقيتة لنا، الطاعة ليس لها قيمة الإنسان بدافع من مصلحته يطيع الله، أما في إغراءات كثيرة قسط الشراء أقل من قسط الإيجار لأن الشراء بالربا وأصل البيت مرهون عند البنك فالجواب مجمع الفقه الإسلامي ممنوع شرعاً، لو كان لا يوجد إغراءات مع المعاصي الطاعات ليس لها قيمة، وربنا عز وجل يحب أن ندفع ثمن طاعته، قال تعالى:

﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾

[ سورة النازعات ]